مع كل الاعتبار والاهتمام لما قيل وكتب في أهمية البرمجة الذاتية واستثمار لحظات العمر وتنظيم الوقت، أرى الأهم والأجدر أن نجعل كل حلقات الوقت ضمن جدول مبرمج متوازن ، وبذلك ننتصر على الآفات ونتغلب على السلبيات وننجح في التخطيط ونبلغ الطموح ونستقبل ما يفرحنا في الدنيا والآخرة ؛ وهكذا نعطي للوقت معناه الحقيقي ونلتزم بالدقة والخطة الذاتية والتوقيت .
ومن هنا لا بد ان نشير الى الأسس العلمية لاستيعاب مقاصد التوقيت في تنفيذ الخطة والالتزام ببرمجة الوقت واستثمار السنوات المحدودة من العمر في محطة الدنيا .
الأساس الأول : الزمن ودوره في الحياة الإنسانية ومدى تأثره بالظروف والمتغيرات والثوابت.
الأساس الثاني : المكان ودوره في البيئة والتغيرات الجغرافية مع مستوى تأثر الإنسان بالواقع والواقعية .
الأساس الثالث: الفكر ومدى قدرة الإنسان على استثماره مع القدرة على المرونة في الأخذ والعطاء .
الأساس الرابع : التصور ورؤية الإنسان لذاته وحياته وما حوله ومن حوله بين السلب والإيجاب .
الأساس الخامس : الطاقة، وتتوزع ذلك في الطاقات العجيبة في ذاتية الإنسان ( كنفس وروح وعقل وجسم ) مع مصادر الطاقة فيما حولنا من الطبيعة والمخلوقات ومع مختلف العلاقات الإنسانية الأخرى ·
وحتى لا نقع في القوالب النظرية والفلسفية لا بد من النظر بواقعية وبكل وضوح إلى هذه الأسس والمصادر للقدرة على التوقيت والالتزام بالتوقيت ايضا؛ فالزمان والمكان هما أرضية التوقيت ، وأطوار العمر والفكر، والتصور والطاقة هما محركاه، ويبقى الإنتاج والاستثمار والايجابية في مدى التفاعل الجدي والتعامل الواعي مع أصل هذه المسألة .
إذاً لا بد من نمذجة الوقت، حتى نستطيع توزيعها على مجالات الحياة وأنواع التحرك الإنساني وذلك على سبيل التوضيح، وليس على سبيل التفصيل في الموضوع وتغظية كافة مجالاته .
نموذج : ( العلاقات بصورة عامة ) حتى نستطيع توقيت لحظاتنا وساعاتنا , لا بد من معرفة كافة مجالات العلاقات مثل :
1- العلاقة مع الذات ( أو كيف تتعامل مع ذاتك (
2- العلاقة مع الآخرين - من الأهل والأقرباء والأصدقاء والجيران مع العلاقات المهنية ( كيف تتعامل مع الآخرين ) .
3- العلاقة مع الواقع والبيئة والمحيط مع رؤية واضحة في الفصول والمواسم، لان هناك فرق بين التوقيت في الصيف والتوقيت في الشتاء والربيع ( أي كيف تتعامل مع الطبيعة ).
4- العلاقة مع الله سبحانه وتعالى، وهذه سر نجاح كل العلاقات ان أمنا به وأتبعناه كما يريد منا ويرضى ( أي كيف تتعامل مع خالقك ) .
- كل أنواع العلاقات السابقة الذكر، لا يستغني منها الإنسان الواعي ولا بد من التركيز عليها حتى تأتي بثمارها في أوقات معينة .
ولكن لزيادة إدراك قيمة العلاقات والتعامل الإنساني لا بد من التطرق إلى العوائق- المشاكل والأزمات- وذلك للاستعداد المسبق أمام الصدمات، مثل :- المشاكل ، كيفية تشخيصها وطرق التعامل معها مع إيجاد أحسن الحلول .
1- الطوارئ، كيفية الحد منها والسيطرة عليها بصورة متوازنة بين التوقيت والبرمجة الذاتية لمطاليب النفس ورغبات الآخرين .
2- حالات الضعف من النفس والإدراك العقلي وضغوطات الحياة كلها مؤثرة في نوعية العلاقات ويؤثر في آلية التعامل .
3- مع التأثر بالواقع السياسي والأمني والاقتصادي سلبا وإيجابا .
* من هنا لا يستغنى الإنسان من التوقيت المستمر وجعل الوقت في جداول مرتبة ومنظمة وفق كل النشاطات والتحركات والرغبات وتنفيذ الواجبات .
إذاً لابد من الجدية في الالتزام ببرمجة رأسمال العمر، لتنفيذ مشاريعك والسيطرة على مشاكلك ولتبلغ مناك .