في قمة توهجه وعشقه للحياة ويدندن بأغنيات دافئة فقلت له : لقد أمضيت عشرة أيام معك هل تسمح لي بالعودة ؟
وفجأة عانقني وصرخ بهستيريا : أرجوك لاتتركني 0
قلت : لنسافر معا 0
قال : فيما بعد ، أنت لست مرتبطا بوظيفة ، لايهمك 0 فقلت ولاأدري كيف خرجت العبارة من فمي : ياعائد قد لاتكون مصابا 0
قال : هذا مستحيل ، المرض ينتقل عبر الاتصال ، وهي كانت زوجتي على سنة الله ورسوله .
قلت : انه احتمال ، ما رأيك بالتحليل ؟
قال : هذا هذيان
قلت : لن نخسر شيئا أرجوك 00 ووافق مكرها 0 دخلنا المشفى الخاص وشرحنا الأمر للطبيب الذي غرز إبرة في ساعد عائد ، سحب قليلا من دم وطلب أن نراجعه بعد يومين ليخبرنا بالنتيجة 0
وطوال هذين اليومين عاش عائد في توتر وأحيانا لاينام ساعة واحدة وهو يعد الساعات الذاهبة والساعات المتبقية ، أجل كان يعد الساعات ساعة ، وعندما جاء الموعد ، لم يأت ، طلب إلي الذهاب بمفردي وجلب النتيجة ، ولست أدري أي احتمالات كان يضع ، ولماذا قرر الخروج من الفندق معي ، وعندما قلت له : أين ستذهب خلال هذه الساعة ؟ لم يجبني ، واكتفى بإعلامي أننا ستلتقي في الفندق لدى عودتي 0 سلّمت على الطبيب وطلبت منه النتيجة فأحضرها وناولها لي قائلا : لديك فقر دم 00 وقبل أن يكمل قلت : لست أنا ،إنه صديقي 0 فقال : آ سف لم أعد أذكر ، ثم أردف وهو ينظر في نتيجة التحاليل ويناولها ليدي : ونسبة السكر قليلة في دمه ، أنصحه بتناول الكاتو والكليجة بدلا عن الخبز لبضعة أيام 0 قلت : ألا يوجد إيدز ؟ فنظر إلي قائلا : قلت لك كل شيء 00هل سمعتني بما تقول ؟ قلت : لا ولكن أريدك أن تقولها ، أن تلفظها حتى يطمئن قلبي 0 قال : لايوجد ماتقول 0 سحبت نتيجة التحاليل من يده بفرح طفولي غامر وهرعت صوب الفندق ركضا وأنا أظن أن أي وسيلة نقل لن تكون أسرع مني ، رأيت عائد متوترا في انتظاري وما إن رآني حتى انتصب واقفا : هـه اخبرنـي
قلت : دعني أسترد أنفاسي ،
قال : هل أعطاك النتيجة ؟
قلت : أجـل أصبر قليلا
قال : قلها ، أرجو ك
قلت وقد نهضت بعد لحظات من جلوس : أنت لست مصابا يا عائد ، بإمكانك الآن أن تعيش شعور الغير مصاب 0 علاه اصفرار بعكس ماتوقعت ، وبعد قليل مد كفه إلى الجهة اليسرى من صدره وضغط بقوة وقد احتقن وجهه بصورة غريبة ، ثم ببطء شديد رمى جسده علي 00 قلت : عائد مبروك 0 وأحسستُ بثقل غير عادي لجسده ، تراجعت إلى الخلف خطوة ، وسقط عائد على الأرض دون حراك ، صحت به ولم يرد ، أعلمت صاحب الفندق ، وبعد قليل جاءت سيارة الإسعاف وأخذته جثة هامدة 0 في نفس اليوم أعددت حقائبي ، تركت الثياب التي اشتراها لي عائد ، واتجهت إلى محطة القطار وأنا ألتفت خلفي وأتوقع أن يأتيني صوته من نافذة غرفته في ذاك الفندق الضخم 0